خيلهم حتّىٰ رضّوا ظهره وصدره(١٧٧) .
قال الراوي: وجاء هؤلاء العشرة حتّىٰ وقفوا علىٰ ابن زياد لعنه الله، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة.
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر | بكلّ يعبوب شديد الأسرِ |
فقال ابن زياد لعنه الله: مَن أنتم؟
قالوا: نحن الّذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتّىٰ طحنّا حناجر صدره.
قال: فأمر لهم بجائزة يسيرة.
قال أبو عمر(١٧٨) الزاهد: فنطرنا في هؤلاء العشرة، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا.
و هؤلاء أخذهم المختار، فشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتّىٰ هلكوا.
وروىٰ ابن رباح(١٧٩) قال: لقيتُ رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسينعليهالسلام .
فسُئل عن ذهاب بصره؟
فقال: كنتُ شهدتُ قتله عاشر عشرة، غير أنّي لم أطعن ولم أضرب ولم أرم،
____________
(١٧٧) ذهب الكثير من علمائنا إلىٰ أنّهم عزموا علىٰ رض ظهر الحسين وصدره، ولكن لم يمكّنهم الله من ذلك، ووردت بهذا المطلب عدّة روايات، والله العالم.
(١٧٨) ب: أبو عمرو.
هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرّز الباوردي، المعروف بغلام ثعلب، أحد أئمة اللغة، صحب ثعلباً النحوي، وكان من المكثرين في التصنيف، توفي في بغداد سنة ٣٤٥ هـ.
وفيات الأعيان ١/٥٠٠، تاريخ بغداد ٢/٣٥٦، الأعلام ٦/٢٥٤.
(١٧٩) هو عطاء بن أبي رباح، تابعي، كان عبداً أسوداً، ولد باليمن ونشأ بمكة، فكان مفتي أهلها، توفي فيها سنة ١١٤ هـ.
تذكرة الحفاظ ١/٩٢، صفة الصفوة ٢/١١٩، الأعلام ٤/١٣٥.