وهي تمام ما أشرنا إليه.
قال: ثمّ إنّ عمر بن سعد لعنه الله بعث برأس الحسين عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم - وهو يوم عاشوراء - مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي(١) إلىٰ عبيد الله بن زياد، وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن لعنه الله وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج، فأقبلوا بها حتّىٰ قدموا الكوفة.
و أقام ابن سعد بقية يومه واليوم الثاني إلىٰ زوال الشمس، ثمّ رحل بمن تخلّف من عيال الحسين، وحمل نساءه علىٰ أحلاس أقتاب الجمال بغير وطاء ولا غطاء مكشّفات الوجوه بين الأعداء، وهنّ ودائع خير الأنبياء، وساقوهنّ كما يُساق سبي الترك والروم في أسر المصائب والهموم.
__________________
(١) في تنقيح المقال ١/٣٨٠: حميد بين مسلم الكوفي، لم أقف فيه إلّا علىٰ عدّ الشيخرحمهالله إيّاه في رجاله من أصحاب السجادعليهالسلام ، وظاهره كونه إمامياً، إلا أنّ حاله مجهول.
وفي مستدركات علم الرجال ٣/٢٨٩: حميد بن مسلم الكوفي، عدّ من مجاهيل اصحاب السجادعليهالسلام ، وهو ناقل جملة من قضايا كربلاء علىٰ نحو يظهر منه أنه كان في وقعة الطف وكان من جند سليمان بن صرد من طرف المختار في مقتل عين الوردة في حرب اهل الشام لطلب ثار الحسينعليهالسلام .
أقول: أحتمل تعدّد حميد بن مسلم: أحدهما كان في واقعة الطف ونقل بعض الوقائع وأرسل عمر ابن سعد رأس الحسين معه ومع جماعة إلىٰ عبيد الله بن زياد، مما يدل علىٰ أنه كان من أعوان عمر بن سعد، والثاني إمامي من أصحاب الامام السجاد ومن جند سليمان بن صرد.