7%

و رأيتُ شيخاً واقفاً إلىٰ جنبي يبكي حتّىٰ اخضلّت لحيته وهو يقول: بأبي أنتم وأُمّي كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير نسل، لا يخزىٰ ولا يبزىٰ.

وروىٰ زيد بن موسىٰ(٢٥) قال: حدّثني أبي، عن جدّيعليهما‌السلام قال: خطبت فاطمة الصغرىٰعليها‌السلام بعد أن ورد من كربلاء، فقالت:

الحمد الله عدد الرمل والحصىٰ، وزِنة العرش إلىٰ الثرىٰ، أحمده وأُؤمنُ به وأتوكّل عليه، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله عبده ورسوله، وأن ذرّيّته(٢٦) ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات(٢٧) .

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود لوصيّة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، المسلوب حقّه، المقتول بغير ذنب - كما قتل ولده بالأمس - في بيتٍ من بيوت الله، فيه معشر مسلمة بألسنتهم، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته، حتّىٰ قبضته إليك(٢٨) محمود النقيبة، طيّب العريكة، معروف المناقب، مشهور(٢٩)

____________

(٢٥) زيد بن موسىٰ بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين العلوي الطالبي، ثائر، خرج في العراق مع أبي السرايا، توفي نحو سنة ٢٥٠ هـ.

الأعلام ٣/٦١، الكامل في التاريخ ٦/١٠٤، مقاتل الطالبيين: ٥٣٤، جمهرة الأنساب: ٥٥.

(٢٦) ب: ولده. ع: أولاده.

(٢٧) ر: من غير دخل ولا تراث. ع: بغير ذحل ولا تراب.

والذّحل: الحقد والعداوة، يقال: طلب بذحلة أي: بثاره. والموتور: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وتراً وتيرة.

الصحاح ٤/١٧٠١، ٢/٤٨٣.

(٢٨) ر: قبضه الله إليه.

(٢٩) ر: مشهود.