7%

قال: وخطبت أمّ كلثوم ابنت عليّعليهما‌السلام في ذلك اليوم من وراء كلّتها، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت:

يا أهل الكوفة، سوءاً(٥٢) لكم، مالكم خذلتم(٥٣) حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه؟! فتباً لكم وسحقاً.

و يلكم، أتدرون أيّ دواهٍ دهتكم؟ وأيّ وزرٍ علىٰ ظهوركم حملتم؟ وأيّ دماءٍ سفكتموها؟ وأي كريمة اهتضمتموها(٥٤) ؟ وأيّ صِبيةٍ سلبتموها؟ وأيّ أموال نهبتموها؟ قتلتم خير رجالات بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونُزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إنّ حزب الله هم الغالبون وحزب الشيطان هم الخاسرون.

ثمّ قالت:

قتلتم أخي صبراً فويلٌ لأُمّكم

ستُجزَوْن ناراً حرّها يتوقّدُ

سفكتم دماءً حرّم الله سفكَها

وحرّمها القرآنُ ثمّ محمّدُ

ألا فابشروا بالنار إنّكم غداً

لفي قعر نارٍ حرّها يتصعّدُ(٥٥)

وإنّي لأبكي في حياتي علىٰ أخي

علىٰ خير مَن بعد النبيّ سيولدُ

بدمعٍ غزيرٍ مستهلٍّ مكفكفٍ

علىٰ الخدّ مني دائبٌ(٥٦) ليس يحمدُ

قال الراوي(٥٧) : فضجّ الناس بالبكاء والنحيب والنوح، ونشر النساء

____________

(٥٢) ع: سوئة.

(٥٣) ر: ماخذلتم، والمثبت من ع.

(٥٤) ع: اصبتموها.

(٥٥) ع: لفي سقر حقّاً يقيناً تخلدوا.

(٥٦) ع: دائماً.

(٥٧) الراوي، من نسخة ع.