7%

شعورهنّ، وحثين(٥٨) التراب علىٰ رؤوسهنّ، وخمش وجوههنّ، ولطمن خدودهنّ، ودعون بالويل والثبور، وبكىٰ الرجال ونتفوا لحاهم(٥٩) ، فلم يُر باكية وباكٍ أكثر من ذلك اليوم.

ثمّ، أنّ زين العابدينعليه‌السلام أومأ إلىٰ الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام(٦٠) قائماً، فحمد الله وأثنىٰ عليه وذكر النبيّ بما هو أهله فصلىٰ عليه، ثم قال:

« أيّها الناس مَن عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا أُعرّفه بنفسي: أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحل ولا ترات(٦١) ، أنا ابن مَن انتُهك حريمه وسُلب نعيمه وانتُهب ماله وسُبي عياله، أنا ابن مَن قُتل صبراً وكفىٰ بذلك فخراً.

أيّها الناس، ناشدتكم الله هل تعلمون أنّكم كتبتم إلىٰ أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه؟! فتبّاً لِما قدّمتم لأنفسكم وسوءاً(٦٢) لرأيكم، بأيّة عينٍ تنظرون إلىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اذ يقول لكم: قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أُمّتي؟! ».

قال الراوي(٦٣) : فارتفعت اصوات الناس من كلّ ناحية، ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون.

فقال: « رحم الله أمرءاً قَبِل نصيحتي وحفِظ وصيّتي في الله وفي رسوله وأهل

____________

(٥٨) ع: ووضعن.

(٥٩) ونتفوا لحاهم، لم يرد في ر، واثبتناه من ع.

(٦٠) ر: فقال.

(٦١) ر: من غير دخل ولا تراث.

(٦٢) ع: وسوءةً.

(٦٣) الراوي، من ع.