7%

فجلست زينب ابنت عي متنكّرة، فسأل عنها، فقيل: هذه زينب ابنت علي.

فأقبل عليها وقال: الحمد لله الّذي فضحكم وأكذب أُحدوثتكم!!!

فقالت: إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.

فقال ابن زياد: كيف رأيت صُنع الله بأخيك وأهل بيتك؟

فقالت: ما رأيت إلّا جميلاً، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلىٰ مضاجعهم، وسيجمع الله بينكَ وبينهم، فتُحاجّ وتُخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، هبلتك(٦٧) أُمّك يابن مراجانة.

قال الراوي(٦٨) : فغضب وكأنّه(٦٩) هم بها.

فقال له عمرو بن حريث(٧٠) : أيّها الأمير إنّها إمرأة، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.

فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك!!!

فقالت: لعمري لقد قتلتَ كهلي، وقطعتَ فرعي، واجتثثتَ أصلي، فان كان هذا شفاؤك(٧١) فقد اشتفيت.

____________

(٦٧) ب: ثكلتك.

(٦٨) الراوي، من ع.

(٦٩) ر: فكأنّه.

(٧٠) ر: عمر بن حريث.

وهو: عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله المخزومي، روىٰ عن أبي بكر وابن مسعود، وروىٰ عنه ابنه جعفر والحسن العرني والمغيرة بن سبيع وغيرهم، كانت داره مأوىٰ لأعداء أهل البيت ولي الكوفة لزياد بن أبيه ولأبنه عبيد الله، مات سنة ٨٥ هـ.

سير اعلام النبلاء ٣/٤١٧ - ٤١٩، الأعلام ٥/٧٦

(٧١) ب. ع: شفاك. ر: فإن كان هذا شفاؤك فقد أشفيت.