14%

فقال ابن زياد لعنه الله: هذه سجّاعة، ولعمري لقد كان أبوك شاعراً(٧٢) .

فقالت: يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة(٧٣) .

ثم ّ التفت ابن زياد لعنه الله إلىٰ علي بن الحسين فقال: مَن هذا؟

فقيل: علي بن الحسين.

فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟!

فقال له علي: « قد كان لي أخ يسمّىٰ علي بن الحسين قتله الناس ».

فقال: بل الله قتله.

فقال له علي: « اللهُ يتوفّىٰ الأنفس حينَ موتها(٧٤) ».

فقال ابن زياد: وبكَ جرأة علىٰ جوابي، إذهبوا به فاضربوا عنقه.

فسمعت به عمته زينب، فقالت: يا بن زياد، إنّك لم تُبقِ منّا أحداً، فان كنت عزمتَ علىٰ قتله فاقتلني معه.

فقال علي لعمّته: « اسكتي يا عمّة حتّىٰ أُكلّمه ».

ثمّ أقبل إليه فقال: « أبالقتل تهدّدني يا بن زياد، أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ».

ثمّ أمر ابن زياد بعلي بن الحسينعليهما‌السلام وأهل بيته فحملوا إلىٰ بيت في جنب(٧٥) المسجد الأعظم.

فقالت زينب ابنت علي: لا يدخلن علينا عربية إلّا أمّ ولد أو مملوكة، فإنّهن سبين كما سبينا.

____________

(٧٢) ر: هذه شجاعة ولعمري لقد كان أبوك شجاعاً. ع: لقد كان أبوك شاعراً سجّاعاً.

(٧٣) ر: والشجاعة.

(٧٤) الزمر ٣٩: ٤٢.

(٧٥) ب: وأهله فحملوا إلىٰ دار إلىٰ جنب.