7%

ثمّ أمر ابن زياد برأس الحسينعليه‌السلام ، فطيف به في سكك الكوفة.

و يحقّ لي أن أتمثّل هنا أبياتاً(٧٦) لبعض ذوي العقول، يرثي بها قتيلاً من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:

رأس ابن بنت محمد ووصيّه

للناظرين علىٰ قناة يرفعُ

والمسلمون بمنظرٍ وبمسمعٍ

لا منكر منهم ولا متفجّعُ

كحلت بمنظرك العيون عماية

واصم رزؤك كلّ أُذن تسمعُ

أيقظت أجفاناً وكنتَ لها كرىٰ

وأنمتَ عيناً لم تكن بك تهجعُ

ما روضة إلّا تمنّت أنّها

لك حفرة ولخط قبرك مضجعُ(٧٧)

قال الراوي(٧٨) : ثمّ أن ابن زياد لعنه الله صعد المنبر فحمد الله وأثنىٰ عليه، وقال في بعض كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب!!!.

فما زاد علىٰ هذا الكلام شيئاً، حتّىٰ قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي(٧٩) - وكان من خيار الشيعة وزهّادها، وكانت عينه اليسرىٰ قد ذهبت يوم الجمل والأُخرىٰ يوم صفّين، وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلّي فيه إلىٰ الليل - فقال: يا بن مرجانة، إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنتَ وأبوك، ومن استعملك وأبوه، يا عدوّ الله، أتقتلون أولاد(٨٠) النبيّين وتتكلّمون بهذا الكلام علىٰ منابر المسلمين(٨١) .

____________

(٧٦) ب: ههنا بأبيات.

(٧٧) هذا البيت في ب مقدّم علىٰ البيت الّذي قبله.

(٧٨) الراوي، من ع.

(٧٩) في أنساب الأشراف صفحة ٢١٠: عبد الله بن عفيف الأزدي ثمّ الغامدي، كان شيعياً، وكانت عينه اليسرىٰ ذهبت يوم الجمل واليمنىٰ يوم صفين، وكان لا يفارق المسجد الأعظم.

(٨٠) ب. ع: أبناء.

(٨١) ب. ع: المؤمنين.