أبرء إليك من عدوّ آل محمّدصلىاللهعليهوآله من الجن والإنس.
ثم ّ قال: هل لي من توبة؟
فقال له: « نعم، إن تبتَ تاب الله عليك وأنت معنا ».
فقال: أنا تائب.
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ، فأمر به فقتل.
قال الراوي(١٣٠) : ثمّ أُدخل ثقل الحسينعليهالسلام ونساؤه ومَن تخلّف من أهله علىٰ يزيد، وهم مقرنون(١٣١) في الحبال.
فلمّا وقفوا بين يديه وهم علىٰ تلك الحال قال له علي بن الحسينعليهماالسلام : « أنشدك الله يا يزيد، ما ظنّك برسول اللهصلىاللهعليهوآله لو رآنا علىٰ هذه الصفة(١٣٢) »، فأمر يزيد بالحبال فقطّعت.
ثمّ وضع رأس الحسينعليهالسلام بين يديه، وأجلس النساء خلفه لئلّا ينظرن إليه، فرآه علي بن الحسينعليهالسلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً.
و أمّا زينب، فإنّها لمّا رأته أهوت إلىٰ جيبها فشقّته، ثمّ نادت بصوتٍ حزين يقرح القلوب: يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يا بن مكّة ومنىٰ، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء، يا بن بنت المصطفىٰ.
قال الراوي(١٣٣) : فأبكت والله كلّ مَن كان حاضراً في المجلس، ويزيد ساكت.
ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسينعليهالسلام وتنادي:
____________
(١٣٠) قال الراوي، لم يرد في ر.
(١٣١) ر: مقرنين، بدلاً من: وهم مقرنون.
(١٣٢) ب: الحالة.
(١٣٣) الراوي، من ع.