يا حسيناه، يا حبيباه، يا سيّداه، يا سيّد أهل بيتاه، يا بن محمداه، يا ربيع الأرامل واليتامىٰ، يا قتيل أولاد الأدعياء.
قال الراوي(١٣٤) : فأبكت كلّ من سمعها.
قال: ثمّ دعا يزيد بقضيب خيزران، فجعل ينكث به ثنايا الحسينعليهالسلام .
فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي(١٣٥) وقال: ويحك يا يزيد، أتنكت بقضيبك ثغر الحسينعليهالسلام ابن فاطمة؟! أشهد لقد رأيت النبيصلىاللهعليهوآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول: أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة، قتل الله قاتليكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً.
قال الراوي(١٣٦) : فغضب يزيد وأمر بإخراجه، فأُخرج سحباً.
قال: وجعل يزيد لعنه الله يتمثّل بأبيات ابن الزبعري(١٣٧) ويقول:
ليت أشياخي ببدر شهدوا | جزع(١٣٨) الخزرج من وقع الأسلْ | |
فأهلّوا(١٣٩) واستهلّوا فرحاً | ثمّ قالوا: يا يزيد لا تُشلْ | |
قد قتلنا القرم من ساداتهم | وعدلناه ببدر فاعتدلْ |
__________________
(١٣٤) الراوي، من ع.
(١٣٥) فضلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي، غلبت عليه كنيته، اختلف في اسمه، صحابي، من سكّان المدينة ثمّ البصرة، شهد مع عليعليهالسلام النهروان، مات بخراسان سنة ٦٥ هـ.
تهذيب التهذيب: ١٠/٤٤٦، الإصابة ترجمة رقم ٨٧١٨، الأعلام ٨/٣٣.
(١٣٦) الراوي، من ع.
(١٣٧) عبد الله بن الزِّبَعْري بن قيس السهمي القرشي، أبوسعد، شاعر قريش في الجاهلية، كان شديداً علىٰ المسلمين، إلىٰ أن فتحت مكة فهرب إلىٰ نجران، مات سنة ١٥ هـ.
الأعلام ٤/٨٧، وراجع من ذكره من مصادر ترجمته.
(١٣٨) ر: وقعة. والمثبت من ع.
(١٣٩) ع: لأهلّوا.