7%

قالت سكينة: فلمّا كان في اليوم الرابع من مقامنا رأيتُ في المنام، وذكَرتْ مناماً طويلاً تقول في آخره: ورأيت امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة علىٰ رأسها، فسألتُ عنها، فقيل لي: فاطمة ابنت محمد أمّ أبيك.

فقلت: والله لأنطلقن إليها ولأخبرنّها ما صنع بنا، فسعيتُ مبادرةً نحوها، حتّىٰ لحقتُ بها ووقفتُ بين يديها أبكي وأقول:

يا أمّتاه جحدوا والله حقّنا، يا أمّتاه بدّدوا والله شملنا، يا أمّتاه استباحوا والله حريمنا، يا أمّتاه قتلوا والله الحسين أبانا.

فقالت لي: كفّي صوتك يا سكينة، فقد قطّعت نياط قلبي، وأقرحتِ كبدي، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتّىٰ ألقىٰ الله به.

و روىٰ ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن(١٦٦) قال: لقيني رأس الجالوت(١٦٧) فقال: والله، إن بيني وبين داودعليه‌السلام سبعين(١٦٨) أباً، وإنّ اليهود تلقاني فتعظّمني، وأنتم ليس بينكم وبين نبيّكم إلّا أب واحد قتلتم ولده(١٦٩) .

وروي عن زين العابدينعليه‌السلام أنّه قال: « لمّا أتوا برأس الحسينعليه‌السلام إلىٰ يزيد لعنه الله، كان يتخذ مجالس الشرب، ويأتي برأس الحسينعليه‌السلام ويضعه بين يديه

____________

(١٦٦) أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل القرشي الأسدي، نزل مصر وحدّث بها كتاب المغازي لعروة بن الزبير، روىٰ عن علي بن الحسين والنعمان بن أبي عياش وطائفة، وروىٰ عنه حبوة بن شريح ومالك بن أَنس وآخرون، مات سنة بضع وثلاثين ومائة.

سيرة أعلام النبلاء ٦/١٥٠ ترجمة رقم ٦٢.

(١٦٧) لم يذكروه.

(١٦٨) ب. ع: السبعين.

(١٦٩) ب: وأنتم ليس بينكم وبين ابن نبيّكم إلّا أب واحد قتلتموه. ع: وأنتم ليس بين ابن نبيّكم وبينه إلّا أب واحد قتلتم ولده.