فقال له: أتصارع هذا، يعني ابنه خالداً(١٧٨) ؟
فقال له عمرو: لا، ولكن أعطني سكّيناً وأعطه سكّيناً، ثمّ أقاتله.
فقال يزيد لعنه الله:
شنشنة أعرفها من أخزم | هل تلد الحيّة إلّا الحية |
و قال لعلي بن الحسينعليهالسلام : أذكر حاجتك الثلاث الّتي وعدتك بقضائهن؟
فقال له:
« الأولىٰ: أن تريني وجه سيّدي ومولاي الحسين فأتزود منه وأنظر إليه وأُودّعه.
والثانية: أن تردّ علينا ما أُخذ منّا.
والثالثة: إن كنتَ عزمتَ علىٰ قتلي أن تُوجّه مع هؤلاء النسوة من يردّهن إلىٰ حرم جدّهنصلىاللهعليهوآله ».
فقال: أمّا وجه أبيك فلن تراه أبداً، وأمّا قتلك فقد عفوتُ عنك، وأمّا النساء فلا يردّهن إلىٰ المدينة غيرك، وأما ما أُخذ منكم فإنّي أُعوّضكم عنه أضعاف قيمته.
فقالعليهالسلام : « أمّا مالك فلا نريده، وهو موفّر عليك، وإنّما طلبتُ ما أُخذ منّا، لأن فيه مغزل فاطمة بنت محمد ومقنعتها وقلادتها وقميصها ».
فأمر بردّ ذلك، وزاد عليه مأتي دينار، فأخذها زين العابدينعليهالسلام وفرّقها علىٰ الفقراء والمساكين.
____________
(١٧٨) خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أبو هاشم القرشي الأموي، روىٰ عن أبيه وعن دحية ولم يلقه، قيل: توفي سنة ٨٤ هـ أو ٨٥ هـ، وقيل سنة ٩٠ هـ.
سير أعلام النبلاء ٤/٣٨٢.