ثمّ أمر بردّ الأسارىٰ وسبايا البتول(١٧٩) إلىٰ أوطانهم بمدينة الرسول.
و أمّا رأس الحسينعليهالسلام ، فروىٰ أنّه أُعيد فدفن بكربلاء مع جسده الشريف صلوات الله عليه، وكان عمل الطائفة علىٰ هذا المعنىٰ المشار إليه.
و رويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه تركناها لئلّا نفسخ(١٨٠) ما شرطناه من اختصار الكتاب.
قال الراوي(١٨١) : ولمّا رجع نساء الحسينعليهالسلام وعياله من الشام وبلغوا إلىٰ العراق، قالوا للدليل: مرّ بنا علىٰ طريق كربلاء.
فوصلوا إلىٰ موضع المصرع، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري(١٨٢) رحمهالله وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسولصلىاللهعليهوآله قد وردوا لزيارة قبر الحسينعليهالسلام ، فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا علىٰ ذلك أياماً.
فروي عن أبي جناب الكلبي(١٨٣) قال: حدثني الجصّاصون قالوا: كنّا نخرج
____________
(١٧٩) ع: وسبايا الحسينعليهالسلام .
(١٨٠) ب. ع: تركنا وضعها كيلا ينفسخ.
(١٨١) الراوي، من ع.
(١٨٢) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الخزرجي الأنصاري السملي، المتوفىٰ سنة ٧٨ هـ، صحابي، روىٰ عن النبيصلىاللهعليهوآله الكثير، وروىٰ عنه جماعة من الصحابة، غزا تسع عشرة غزوة، كانت له في أواخر أيّامه حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم.
رجال الشيخ: ٧٢، الأعلام ١/٢١٣، الإصابة ١/٢١٣، تهذيب الأسماء ١/١٤٢.
(١٨٣) في النسخ المتعمدة: أبي حباب الكلبي، والمثبت هو الصحيح.
وهو يحيىٰ بن أبي حيّة الكلبي الكوفي، حدّث عن أبيه والشعبي وأبي إسحاق السبيعي وغيرهم، =