7%

ا لنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رفعتُ صوتي بالبكاء، وأنشأتُ أقول:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها

قُتل الحسين فأدمعي مدرارُ

الجسم منه بكربلاء مضرّجٌ

والرأس منه علىٰ القناة يدارُ

قال: ثمّ قلت: هذا عليّ بن الحسين مع عمّاته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم أُعرّفكم مكانه.

قال: فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلّا برزن من خدورهنّ، مكشوفة شعورهنّ مخمّشة وجوههنّ، ضاربات(١٨٨) خدودهنّ، يدعون بالويل والثبور، فلم أرَ باكياً ولا باكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرّ علىٰ المسلمين منه بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وسمعتُ جارية تنوح علىٰ الحسين وتقول:

نعىٰ سيّدي ناع نعاه فأوجعا

فأمرضني(١٨٩) ناع نعاه فأفجعا

أعينيّ جودا بالمدامع(١٩٠) واسكبا

وجودا بدمعٍ بعد دمعكما معا

علىٰ من دهىٰ(١٩١) عرش الجليل فزعزعا

وأصبح أنف الدين والمجد أجدعا(١٩٢)

____________

(١٨٨) ر: لاطمات.

(١٨٩) ب. ع: وأمرضني.

(١٩٠) ب. ع: فعينيّ جودا بالدموع.

(١٩١) ر: وهىٰ.

(١٩٢) ب. ع: فأصبح هذا المجد والدين أجدعا.