علىٰ ابن نبي الله وابن وصيّه | وإن كان عنا شاحط الدار أشسعا |
ثم قالت: أيّها الناعي جدّدتَ حزننا بأبي عبد اللهعليهالسلام ، وخدشتَ منّا قروحاً لمّا تندمل، فمن أنت يرحمك الله؟
قلت: أنا بشير بن حذلم(١٩٣) وجّهني مولاي علي بن الحسين، وهو نازلٌ موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسينعليهالسلام ونسائه.
قال : فتركوني مكاني وبادروا، فضربتُ فرسي حتّىٰ رجعتُ إليهم، فوجدتُ الناس قد أخذوا الطرق والمواضع، فنزلتُ عن فرسي وتخطّيت رقاب الناس، حتّىٰ قربتُ من باب الفسطاط، وكان علي بن الحسينعليهماالسلام داخلاً، فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسي، فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، فارتفعت اصوات الناس بالبكاء وحنين الجواري والنساء، والناس(١٩٤) من كلّ ناحية يعزّونه، فضجّت تلك البقعة ضجّة شديدة.
فأومأ بيده أن اسكتوا(١٩٥) ، فسكنت فورتهم.
فقالعليهالسلام « الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، بارئ الخلائق أجمعين، الّذي بَعُدَ فارتفع في السموات العُلىٰ، وقرب فشهد النجوىٰ، نَحمده علىٰ عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم الفواجع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.
____________
(١٩٣) ر: بشر بن خديم. ع: بشير بن جذلم.
(١٩٤) قوله: وحنين الجواري والنساء والناس، لم يرد في ر.
(١٩٥) ر: اسكنوا.