7%

ز ادوا(٢٠٤) علىٰ ما فعلوا بنا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، من مصيبةٍ ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكظّها أفظعها وأمرّها وأفدحها، فعند الله نحتسب فيما أصابنا وابلغ بنا، إنّه عزيز ذو انتقام ».

قال الراوي(٢٠٥) : فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان(٢٠٦) - وكان زمناً - فاعتذر إليه صلوات الله عليه بما عنده من زمانة رجليه، فأجابه بقبول معذرته وحسن الظن به وشكر له وترحّم علىٰ أبيه.

قال علي بن موسىٰ بن جعفر بن محمد بن طاووس جامع هذا الكتاب: ثم إنّه صلوات الله عليه رحل إلىٰ المدينة بأهله وعياله، نظر إلىٰ منازل قومه ورجاله، فوجد تلك النازل تنوح بلسان أحوالها، وتبوح بإعلان الدموع وإرسالها، لفقد جماتها ورجالها، وتدب عليهم ندب الثواكل، وتسأل عنهم أهل المناهل، وتهيج أحزانه علىٰ مصارع قتلاه، وتنادي لأجلهم: وا ثكلاه، وتقول:

يا قوم، أعينوني علىٰ النياحة والعويل، وساعدوني علىٰ المصاب الجليل، فانّ القوم الّذين أندب لفراقهم وأحنّ إلىٰ كرم أخلاقهم، كانوا سمار ليلي ونهاري، وأنوار ظلمي وأسحاري، وأطناب شرفي وافتخاري، وأسباب قوتي وانتصاري، والخلف من شموسي وأقماري.

____________

(٢٠٤) ب: ازدادوا.

(٢٠٥) الراوي، من ع.

(٢٠٦) أمّا أبوه صعصعة بن صوحان، فأكثر كتب التاريخ ذكرته وانه من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأما الابن صوحان ابن صعصعة، فلم أجد مَن ترجمه حسب تفحصي، وبعض مَن ترجمه اعتمد في ترجمته علىٰ هذا المقطع من كتاب الملهوف.