7%

الأحزان، وأنستُ من بعدهم بجلباب الأشجان، ويئستُ أن يلم بي التجلّد والصبر، وقلت: يا سلوة الأيام موعدك الحشر.

و لقد أحسن ابن قتّة(٢١٢) رحمة الله عليه، وقد بكىٰ علىٰ المنزال المشار إليها(٢١٣) ، فقال:

مررتُ علىٰ أبيات آل محمدٍ

فلم أرها أمثالها يوم حلّتِ

فلا يُبعد الله الديارَ وأهلَها

وإن أصبحت منهم برغمي(٢١٤) تخلّتِ

ألا إنّ قتلىٰ الطف من آل هاشم

أذلّت رقاب المسلمين فذلّتِ

وكانوا غياثاً ثمّ أضحوا رزيّة

لقد عظمت تلك الرزايا وجلّتِ

ألم تر أنّ الشمس أضحت مريضة

لفقد حسين والبلاد اقشعرّتِ

فاسلك أيّها السامع بهذا المصاب مسلك القدوة من حملة الكتاب.

فقد روي عن مولانا زين العابدينعليه‌السلام - وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه - أنّه كان كثير البكاء لتلك البلوىٰ، عظيم البث والشكوىٰ.

فروي عن الصادقعليه‌السلام إنه قال: « إنّ زين العابدينعليه‌السلام بكىٰ علىٰ أبيه أربعين سنة، صائماً نهاره قائماً ليله، فإذا حضره الإفطاء جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه، فيقول: كل يا مولاي، فيقول: قتل ابن رسول الله جائعاً، قتل ابن رسول الله عطشاناً، فلا يزال يكرّر ذلك ويبكي حتّىٰ يبل طعامه من دموعه

____________

(٢١٢) في ر: ابن قبة، وفي ع: ابن قتيبة، والصحيح: ابن قتّة.

وهو سليمان بن قتّة العدوي التيمي، مولىٰ بني تيم بن مرّة، توفي بدمشق سنة ١٢٦ هـ، وكان منقطعاً إلىٰ بني هاشم.

سير أعلام النبلاء ٤/٥٩٦، وذكر أنّ قتّة اسم أمّه، وذكره أيضاً وفي أدب الطف ١/٥٤.

(٢١٣) ر: علىٰ المنزل المشار إليه.

(٢١٤) ع: بزعمي.