بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتجلّي لعباده من أُفق الألباب، المجلي عن مراده بمنطق(١) السنّة والكتاب، الّذي نزّه أولياءه عن دار الغرور، وسما بهم إلىٰ أنوار السرور.
ولم يفعل ذلك محاباةً(٢) لهم علىٰ الخلائق، ولا إلجاءً لهم(٣) إلىٰ جميل الطرائق(٤) .
بل عرف منهم قبولاً للألطاف، واستحقاقاً لمحاسن الأوصاف، فلم يرض لهم التعلّق بحبال الإهمال، بل وفّقهم للتخلّق بكمال الأعمال.
حتّىٰ عزفت(٥) نفوسهم عمّن سواه، وعرفت أرواحهم شرف رضاه، فصرفوا أعناق قلوبهم إلىٰ ظلّه، وعطفوا آمالهم نحو كرمه وفضله.
فترىٰ لديهم فرحة المصدّق بدار بقائه، وتنظر عليهم مِسحة المشفق من أخطار لقائه.
__________________
(١) ر: بنطق.
(٢) ع: بهم محاباةً.
والمحاباة: العطاء بلا منّ ولاجزاء.
(٣) ر: ولا إلجاءهم.
(٤) ر: الطريق.
(٥) ع: فرغت.
وعزفَتْ بمعنىٰ: سَلَتْ.