قبل مولده كأنّ قطعةً من لحم رسول اللهصلىاللهعليهوآله قُطعت فوُضعت(٦) في حجري، فعبّرتُ(٧) ذلك علىٰ رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، فقال « خيراً رأيتِ(٨) ، إن صدقَتْ رؤياك فإن فاطمة ستلد غلاماً فأدفعه إليك لترضعيه ».
قالت: فجرىٰ الأمر علىٰ ذلك.
فجئت به يوماً، فوضعته في حجره، فبال(٩) ، فقطَرتْ من بوله قطرةٌ علىٰ ثوب النبيّصلىاللهعليهوآله ، فقرصته، فبكىٰ، فقال النبيصلىاللهعليهوآله (١٠) : « مهلاً يا أُمّ الفضل، فهذا ثوبي يُغسل، وقد أوجعتِ ابني ».
قالت: فتركته في حجره، وقمتُ لآتيه بماء، فجئت، فوجدته صلوات الله عليه وآله يبكي.
فقلت: ممّ بكاؤك يا رسول الله؟
فقال : « إنّ جبرئيلعليهالسلام أتاني، فأخبرني أنّ أُمّتي تقتل ولدي هذا، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة(١١) ».
قال رواة الحديث: فلمّا أتت علىٰ الحسينعليهالسلام من مولده سنة كاملة، هبط علىٰ رسول اللهصلىاللهعليهوآله اثنا عشر ملكاً: أحدهم علىٰ صورة الأسد، والثاني علىٰ صورة الثور، والثالث علىٰ صورة التنين(١٢) ، والرابع علىٰ صورة ولد آدم،
____________
(٦) لفظ: فوضعت، لم يرد في ر.
(٧) ع: ففسّرتُ.
(٨) ع: يا أُمّ الفضل رأيتِ خيراً.
(٩) ع: فجئتُ به يوماً إليه فوضعته في حجره فبينما هو يقبّله فبال.
(١٠) ع: كالمغضب.
(١١) قوله: لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، لم يرد في ر.
(١٢) التِنِّين: ضربٌ من الحيّات من أعظمها.