النص:
( الحمدُ للهِ على ما أَنعم، وله الشكرُ على ما أَلهم، والثناءُ بما قدّم، من عموم نِعمٍ ابتدأها، وسبوغ آلاءٍ أسداها، وتمام مِنَنٍ والاها!
جمَّ عن الإحصاء عددُها، ونأى عن الجزاء أمدُها، وتفاوتَ عن الإدراك أبدُها، ونَدَبهم لاستزادتها بالشكرِ لاتصالِها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالِها، وثنّى بالندبِ إلى أمثالِها.
وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، كلمةٌ جعلَ الإخلاصَ تأويلَها، وضمّنَ القلوبَ موصولَها، وأنارَ في الفكر معقولَها.
الممتنع من الأبصارِ رؤيتُه، ومن الألسنِ صفتُه، ومن الأوهام كيفيتُه.
ابتدعَ الأشياءَ لا من شيءٍ كان قَبلها، وأنشأها بلا احتذاءِ أَمثلةٍ امتثلها.
كوّنها بقدرتهِ، وذرأها بمشيئتهِ، من غير حاجةٍ منه إلى تكوينِها، ولا فائدةٍ له في تصويرها؛ إلاّ تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريته، وإعزازاً لدعوته، ثمّ جعلَ الثوابَ على طاعتهِ، ووضعَ العقابَ على معصيتهِ؛ ذيادةً لعباده عن نقمته، وحياشةً لهم إلى جنته ).