النصّ:
( وأشهدُ أنّ أبي محمداً عبدُه ورسولُه، اختارهُ وانتجبهُ قَبل أنْ أرسلَه، وسمّاه قبل أنْ اجتبله، واصطفاه قبل أنْ ابتعثه، إذ الخلائقُ بالغيب مكنونةٌ، وبسترِ الأهاويلِ مصونةٌ، وبنهايةِ العدم مقرونةٌ.
علماً من الله تعالى بمآيل ( بمآل ) الأمورِ، وإحاطةً بحوادثِ الدهورِ، ومعرفةً بمواقعِ المقدورِ.
ابتعثه اللهُ إتماماً لأمرهِ، وعزيمةً على إمضاءِ حكمهِ، وإنفاذاً لمقاديرِ حتمهِ.
فرأى الأُمم فِرَقاً في أديانِها، عُكّفاً على نيرانِها، ( و ) عابدةً لأوثانِها، مُنكِرةً للهِ مع عرفانِها.
فأنارَ اللهُ بمحمد ( صلّى الله عليه وآله ) ظُلَمَها، وكشفَ عن القلوبِ بُهَمِها، وجلى عن الأَبصارِ غُمَمَها.
وقامَ في الناس بالهدايةِ، وأنقذَهم من الغواية، وبصَّرهم من العماية.
وهداهم إلى الدينِ القويمِ، ودعاهم إلى الطريقِ المستقيمِ، ثمّ قبضَهُ اللهُ