11%

المحور الثالث

كتاب الله وفلسفة الأحكام

النص:

ثمّ التفتت ( عليها السلام ) إلى أهل المجلس وقالت:

( أَنتم عبادَ الله نُصْبَ أمرهِ ونهيهِ، وحَمَلةُ دينهِ ووحيهِ، وأُمناءُ اللهِ على أنفسكِم، وبُلغاؤه إلى الأُممِ.

وزعيم حقِّ له فيكم، وعهدٌ قدّمه إليكم.

وبقيةٌ استخلفها عليكم، كتاب اللهِ الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيِّنةٌ بصائرُه، منكشفةٌ سرائرُه، متجلّيةٌ ظواهرُه، مغتبطٌ به أشياعُه، قائدٌ إلى الرضوان اتِّباعُه، مؤدٍّ إلى النجاة استماعُه، به تُنال حجج الله المنوَّرة، وعزائمه المفسرّة، ومحارمه المحذّرة، وبيِّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورُخصه الموهوبة، وشرايعه ( شرائعه ) المكتوبة.

فجعل اللهُ الإيمانَ تطهيراً لكم من الشرك، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن الكِبْر، والزكاةَ تزكيةً للنفس، ونماءً في الرزق، والصيامَ تثبيتاً للإخلاص، والحجَّ تشييداً للدين، والعدلَ تنسيقاً للقلوب، وطاعتَنا نظاماً للملّة، وإمامتَنا أماناً من الفُرقة ( للفُرقة )، والجهادَ عزّاً للإسلام، والصبرَ معونةً