11%

المحور الرابع

إعلان موقفها من النظام الحاكم

النص:

ثمّ قالت: ( أيّها الناس، اعلموا أنِّي فاطمة، وأَبي محمّد ( صلّى الله عليه وآله )، أقولُ عوداً وبدءً ولا أقول غلطاً، ولا أفعلُ ما أفعلُ شططاً.

( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيْه ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَليْكُم بالمُؤْمِنينَ رَءُوفٌ رَحيمٌ ) (1) .

فإن تُعزّوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نساءِكم، وأخا ابن عمِّي دون رجالِكم، ولنِعم المعزّى إليه ( صلّى الله عليه وآله ).

فبلّغَ بالرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مَدرجة المشركينَ، ضارباً ثَبَجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربِّه بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، يكسر الأصنامَ وينكت الهامَ، حتى انهزم الجمعُ وولّوا الدُبرَ، حتى تفرّى الليلُ عن صبحهِ، وأسفر الحقُّ عن مَحضهِ، ونطقَ زعيمُ الدين، وخرست شقاشقُ الشياطين، وطاح وشيظُ النفاق، وانحلّت عُقدُ الكفرِ والشقاق، وفُهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخِماص.

____________________

1. سورة البراءة، آية 129.