11%

المحور الخامس

الردّة بعد النبي ( صلّى الله عليه وآله )

النص:

( فلمّا اختارَ اللهُ لنبيهِ ( صلّى الله عليه وآله ) دارَ أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حَسيكَةُ النفاق، وسَمَل جلبابُ الدينِ، ونطقَ كاظمُ الغاوين، ونبغَ خاملُ الأقلّينَ، وهَدرَ فنيقُ المبطلينَ، فخَطَر في عرصاتِكم، وأطلعَ الشيطانُ رأسَه من مَغرزهِ، هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوتهِ مستجيبينَ، وللغِرة فيه ملاحظينَ، ثمّ استنهضكم فوجدَكم خِفافاً، وأَحمشَكم فألفاكم غِضاباً، فوَسمتم غيرَ إبلِكم، وأوردتم غيرَ شربِكم، هذا والعهدُ قريبٌ، والكَلمُ رحيبٌ، والجرحُ لمّا يَندمل، والرسولُ لمّا يُقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة،( أَلا في الفِتْنَةِ سَقَطوا وإنَّ جَهَنَّمَ لُحيطَةٌ بالْكافِرينَ ) (1) فهيهات منكم، وكيف بكم؟ وأنَّى تؤفكون؟ وكتاب الله بين أظهركم، أمورُه ظاهرةٌ، وأحكامُه زاهرةٌ، وأَعلامُه باهرةٌ، وزواجرُه لائحةٌ، وأوامرُه واضحةٌ، قد خلّفتموه وراء ظهوركم، أَرغبةً عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمونَ؟( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) .

( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) )(2) .

____________________

1. سورة التوبة، آية 49.

2. سورة آل عمران، آية 85.