( وَيحهُم، أنّى زعزعوها عن رواسي الرسالةِ، وقواعد النبوةِ والدلالةِ، ومهبط الروح الأمين، والطبِّين بأمور الدنيا والدين.
( أَلاَّ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) (1)
وما الذي نَقموا من أبي الحسن ( عليه السلام )؟
نَقموا منه واللهِ، نكيرَ سيفهِ، وقلةَ مبالاته بحتفهِ، وشدةَ وطأتهِ، ونَكال وقعتهِ، وتنمُّرَه في ذات الله.
وتاللهِ، لو مالوا عن المحجّة اللائحة، وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة، لَردَّهم إليها، وحملهم عليها، ولسار بهم سيراً سَجَحاً، لا يُكْلم خشاشه، ولا يكلّ سائره، ولا يملّ راكبه.
ولأوردهم منهلاً نميراً صافياً رويّاً، تطفح ضفَّتاه، ولا يَترنّق جانباه، ولأصدرهم بِطاناً، ونصح لهم سراً وإعلاناً.
ولم يكن يتحلّى من الدنيا بطائل، ولا يحظى منها بنائل، غيرَ ري الناهل وشِبعة الكافل، وَلَبان لهم الزاهد من الراغب، والصادق من الكاذب ).
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَات مِنَ السَّماءِ
____________________
1. سورة الزمر، آية 15.