22%

القسم الخامس

قال سُويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها ( عليها السلام ) على رجالهنَّ، فجاء إليها قومٌ من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين وقالوا:

يا سيدة النساء، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبلِ أن نُبرم العهد، و نُحكم العقد، لَما عدلنا عنه إلى غيره.

فقالت: ( إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم ).

التفسير:

الأجوبة المريرة والمؤلمة

الأقبح من كل شيء جواب طائفة من المهاجرين والأنصار بعد سماعهم لرسالتها؛ حيث كان جوابهم مؤلماً جارحاً، له وقعُ الخنجر على قلبها الطاهر.

كان للخطبة وقع مؤثّر في نفوسهم، فأحسّوا بالخجل، وربّما فزعوا من الجزاء الإلهي في الدنيا والآخرة، ممّا دعاهم ذلك إلى الإسراع في الاستجازة للتشرّف بالحضور بين يدي بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله )، وعرض جوابهم الذي كان محتواه:

لِمَ لم يَمدّ أبو الحسن علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) يده لنُبايعه قبل أن يأخذ