11%

فاطمة أمّ أبيها

قال رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله ): ( إنّ أوّل شخص يدخل عليّ الجنة فاطمة بنت محمد )(1) .

كان المسلمون يعيشون مرحلة الإعداد في مكة، في ظل ظروف قاسية للغاية، كانت بداية اِنبثاق الدعوة الإسلامية الفئة الإسلامية قليلةً، بينما كانت العدة والعدد والسطوة والثروة بيد خصوم الدعوة الجفاة، وكان لهم أن يفعلوا ما شاءوا بالمسلمين. فلم يتورعوا عن أذى المسلمين، كما لم يكفوا عن الإساءة إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله )، والطعن في شخصه، وقد شهد ذلك العصر بروز شخصيتين على مستوى التضحية والفداء: فكانت ( خديجة ) من بين النساء، التي كانت سكن رسول اللّه( صلّى الله عليه وآله )، تواسيه بحبها وحنانها، فتزيل عن قلبه الهم والغم، أمّا من بين الرجال فكان ( أبو طالب ) والد أمير المؤمنين علي ( عليه السلام )، والّذي كان يتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع المكّي، إلى جانب حكمته وحنكته العالية، فكان يقي رسول اللّه ( صلّى الله عليه وآله )، ولا يتوانى في الدفاع عنه، كان درعه وعونه إزاء خصوم الدعوة، وللأسف فقد توفي هذان العظيمان في السنة العاشرة للهجرة،

____________________

1 - أورده ( الكليني ) في ( الكافي )، وطائفة من علماء العامة في مصادرهم من قبيل ( كنز العمال ) و( ميزان الاعتدال )، كما نقله آخرون.