22%

فاطمة ( عليها السلام ) بعد رحيل أبيها ( صلّى الله عليه وآله )

( ما زالت بعد أبيها معصّبة الرأس، باكية العين، محترقة القلب )(1) .

انقضت الفترة السعيدة من حياة سيدة النساء فاطمة الزهراء بسرعة؛ وذلك بوفاة النبيّ الكريم، رغم أنّها لم تذق معنى السعادة في أيٍّ من مراحل حياتها؛ بسبب الضغوط والحروب والمؤامرات التي حاكها الأعداء ضد الإسلام والرسول، ممّا سلب روح الزهراء الهدوء والطمأنينة.

وبارتحاله إلى الرفيق الأعلى بدأت رياح الظلم والمصاعب تهب على آل بيته الميامين، فظهرت من جديد أحقاد بدر وخيبر وحُنين، التي دُفنت في عصر الرسول الأمين تحت التراب، وثار المنافقون والأحزاب؛ لينتقموا من الإسلام ومن آل بيت محمد، وخصوصاً ابنته فاطمة الزهراء، التي كانت تمثّل مركز الدائرة، التي صُوّبت نحوها سهام الأعداء المسمومة.

ألم فراق أبيها من ناحية، مظلومية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) المؤلمة من ناحية أخرى، المؤامرات التي حاكها أعداء الإسلام من ناحية ثالثة.

وقلق فاطمة على مستقبل المسلمين وكيفية الحفاظ على تعاليم القران.

____________________

1. المناقب، ج3، ص362.