يتبادر إلى ذهن البعض - من الذين يجهلون أو يتجاهلون الحقائق - أنّ الفضائل الكريمة المذكورة لأهل بيت النبوّة، ومنزلتهم السامية، إنّما تعزى إلى حسن ظنِّ مواليهم وتعلّقهم الشديد بآل محمّد.
فلأنّهم يعشقون آل البيت؛ لذا فهم لا يرون الأمور إلاّ من هذا المنظار، فكل ما يُروى عنهم من فضيلة يؤمن بها المَوالي، دون أن يعيروا أهميةً لسندها ومدى صحتها.
ولرفع سوء الظَّنِّ من أولئك البعض، ولزيادة اطمئنان المحبين والموالين، فسوف نلجأ إلى مصادر المذاهب الأخرى المشهورة، وكتبهم المعروفة لننقل ما جاء فيها من أحاديث وفضائل عن أهل بيت النبوّة.
لقد ذكرنا من قبل فضائل سيدة النساء فاطمة الزهراء من خلال شرح موجز لحياتها المباركة، وغايتنا في هذا القسم من الكتاب أن نطّلع على المقام المعنوي الرفيع لبنت رسول الله، ومن ( خلال كتب أهل السُنّة المشهورة ).
وقبل الدخول في صلب هذا البحث، نرى من اللازم أن نذكر بعض النقاط المهمة:
1- من الظريف أنّ معظم المناقب والفضائل التي ذُكرت في كتب