22%

المقدمة

قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ): ( كانت مريم سيدة نساء زمانها، أَمّا ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ).

* * *

شهدت المرأة معاناةً قاسيةً جمّة على مدى التاريخ، وكانت رقيقةً في جسدها مقارنةً بالرجل، فقد أثر هذا الأمر سلباً على الظَلَمة والطواغيت، الذين سعوا جاهدين على مر العصور لهضم حقها وتجريدها من إنسانيتها، وما أبشع من جرائم ارتكبوها بهذا الشأن، ولا سيما في شبه الجزيرة العربية وإبّان العصر الجاهلي - رغم أنّ الدنيا برمتها كانت آنذاك تسبح في بحر من الجاهلية - حيث كانوا أشد وطأة على المرأة، وأعظم لثلمها شخصيتها، حتى بلغ بهم الأمر أن جعلوها سلعةً تباع وتشترى، لم يورّثوها الرجال ( فهي لا تحمل السلاح وتحمي البيضة )، كما كانوا يعدون ولادة البنت عاراً؛ ولذلك - كما يشير القرآن - كانوا يعمدون لوأدها - بل الأدهى من ذلك أنّهم ولّوا ظهورهم حتى لأبسط القوانين الطبيعية: فصار شاعرهم يقول:

بنونا بنو أبنائنا و بناتنا

بنوهنّ أبناء الرجالِ الأباعدِ