( حبّ الدنيا رأس كل خطيئة ).
بالاستناد إلى الحديث النبوي الشريف، وإلى ما تمخّضت عنه تجاربنا ومشاهداتنا في الحياة، فإنَّ كلَّ التجاوزات، الجنايات، الأكاذيب، الخيانات، الظلم، كانت نتيجةً لحب ( المال ) و ( الجاه ) و ( الشهوة )، هنا يتضح أنّ الزهد والورع هما أساس التقوى والطهارة والصلاح.
ولكن يجب معرفة ماهية الزهد، فالزهد لا يعني ترك الدنيا، والرهبنة والاعتزال عن المجتمع، بل أنّ حقيقة الزهد هي الحرية وعدم الوقوع في شراك الدنيا.
فالزاهد مَن لم يتعلّق قلبه بالدنيا وإن كانت عنده، فلو أحسّ يوماً بأنّ رضا الله سبحانه وتعالى منوط بتركه لِما في يديه، كان مستعداً لهذا العمل، ويقول من أعماقه:
يا ليت بيني وبينك عامرٌ | وبيني وبين العالمين خرابُ |
وإذا استدعى الحفاظ على الحرية والشرف والإيمان، أن يضحّي بحياته وروحه وماله، لم يتوانَ في ذلك، ويصرخ من أعماقه هيهات منا الذلة.
وعلى حد قول القرآن الكريم في تعريفه للزاهد: