تُعد قصة ( فدك ) من أَغمِّ القصص التي مرت بحياة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) خصوصاً، وأهل البيت عموماً، وتاريخ الإسلام بشكل أوسع وأَعم، والتي حيكت أحداثها مع المؤامرات السياسية الوضعية، كما أنّها منفذ لحل بعض من ألغاز تاريخ صدر الإسلام.
فدك ماذا كانت، وأين كانت؟
ذكر كثير من المؤرّخين وأرباب اللغة بأنّ ( فدك ) قرية بالحجاز - قريبة من خيبر - بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، ( وكتب البعض أنّها تبعد عن المدينة بمسافة مقدارها 140 كيلومتر )، أفاءها الله على رسوله ( صلّى الله عليه وآله )، وفيها عين فوّارة ونخل كثير،(1) وتُعد مركزاً مهماً لليهود في أرض الحجاز بعد خيبر.
وفي كيفية انتقال هذه الأرض الخضراء المعمورة لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله )، فالمعروف هو أنّ الانتصار الذي حقّقه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في فتح حصون خيبر، أرعب أهل فدك المتعصبين، فأرسلوا إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أن يصالحهم على نصف ( فدك )، فقبل الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ذلك منهم وأمضى ذلك الصلح،
____________________
1. معجم البلدان، مادة فدك.