11%

3 - فدك وأئمة الهدى ( عليهم السلام )

من المسائل المُلفتة للنظر هي عدم تدخل أي من الأئمة ( بعد الغصب الأَوّل ) في أمر فدك، ابتداءً من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومروراً بالأئمة من وُلده، بل إنّ بعض الخلفاء من أمثال ( عمر بن عبد العزيز ) و ( المأمون ) اقترحوا ردّها على واحد من أئمة أهل البيت ( عليه السلام )، وكان ذلك مدعاةً للحيرة والتساؤل عن سبب موقفهم هذا من فدك.

لِمَ لم يُرجع علي الحق إلى أهله عندما كانت الدولة الإسلامية تحت سيطرته؟ أو لماذا ( على سبيل المثال ) لم يعطِ المأمون فدكاً إلى عليِّ بن موسى الرضا ( عليه السلام )، خصوصاً وأنّه كان يظهر للإمام حبه العميق؟ ولماذا أعطاها لبعض من حَفَدة زيد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) باعتباره ممثلاً عن ( بني هاشم )؟.

ونقول في الإجابة على هذا السؤال التاريخي المهم:

أمّا بالنسبة لأمير المؤمنين ( عليه السلام )، فإنّه أفصح عن رأيه في أمرها في قوله المختصر الغزير المعنى، والذي قال فيه:

( بَلَى كَانَتْ فِي أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ، وَمَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ