كما مرّ ذكر - سابقاً - نقل الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ملكية فدك إلى فاطمة الزهراء ( عليها السلام )، بعد أن نزلت الآية الشريفة( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) ، ولم ينفرد مفسرو الشيعة في نقل هذه الرواية عن الصحابي المعروف ( أبي سعيد الخدري )، بل واتفق معهم علماء الجمهور أيضاً، وقد أوردنا أسناد هذه الرواية آنفاً.
وضعت الحكومة التي استولت على الخلافة بعد الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) يدها على فدك، وأخرجت أبناء فاطمة ( عليها السلام ) منها، نقل هذا الأمر كل من العالم السني المعروف ( ابن حجر ) في كتاب ( الصواعق المحرقة )، و ( السمهودي ) في ( وفاء الوفاء )، و ( ابن أبي الحديد ) في ( شرح نهج البلاغة ).
قامت سيدة الإسلام ( عليها السلام ) بالمطالبة بحقها عن طريقين:
الأَوّل: هو كون فدك هدية الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) لها، والثاني: هو أنّها ميراثها من أبيها ( صلّى الله عليه وآله ) ( بعد أن رُدّت دعوى الهدية ).
استشهدت سيدة النساء في المرحلة الأُولى بأمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب ) ( عليه السلام )، و ( أمّ أيمن ( رض ) ) عند الخليفة الأَوّل، لكن الخليفة لم يقبل شهادتهما، ولم يقر حقها؛ بحجّة أنّ الدعوى لا تثبت إلا بشهادة رجلين، أو رجلاً وامرأتين.
ثمّ رفض مسألة ( الإرث ) مدعياً أنّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) قال: