إنّ فدك - كما ذكرنا آنفاً - هي في الظاهر قرية مخضرّة مثمرة قريبة من خيبر، لم تخفَ حدودها على أحد، لكن الغريب ما ورد في جواب الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) لهارون الرشيد عندما سأله الأخير قائلاً:
( حُدَّ فدكاً حتى أَردّها إليك )
حيث أبى الإمام ( عليه السلام ) لكن الرشيد ألحَّ عليه.
فقال ( عليه السلام ): لا آخذها إلاّ بحدودها.
قال هارون: وما حدودها؟
قال ( عليه السلام ): إنْ حدّدتها لم تردّها.
قال هارون: بحق جدك إلاّ فعلت؟
قال ( عليه السلام ): أمّا الحد الأَوّل فعدَن، فتغيّر وجه الرشيد وقال: إيهاً، قال: والحدّ الثاني سمرقند، فأربد وجهه، قال: والحدّ الثالث أفريقية، فاسودَّ وجهه، وقال: هيه، قال: والرابع سيف البحر ممّا يلي الجزر وأرمينية.
قال الرشيد: فلم يبقَ لنا شيء، فتحول إلى مجلسي.
قال الإمام ( عليه السلام ): قد أعلمتك أنّني إن حدّدتها لم تردّها، فعند ذلك عزم على قتله(1) .
____________________
1. بحار الأنوار، ج8 ص106.