11%

استنتاج

إنّ قصة ( فدك ) المؤلمة، التي تحكي أحداث قرية صغيرة عانت الكثير عبر تاريخ الإسلام، تشير بوضوح إلى المؤامرة الكبيرة، التي هدفت إلى إبعاد أهل بيت النبوّة ( عليهم السلام ) عن منصب الخلافة الإسلامية، وتجاهل مقام إمامتهم وولايتهم، مؤامرة شملت مختلف الأبعاد.

لقد سعى السياسيون منذ البدء خصوصاً في عصر ( بني أميّة ) و ( بني العباس )، أن يسدلوا الستار على أهل بيت النبوة ( عليهم السلام )، ويسلبوهم كل ميزة تؤدي إلى تفوّقهم وانتصارهم، بل لم يتوانوا ( عند لزوم الأمر ) في الاستفادة من عنوان واسم أهل البيت ( عليهم السلام ) في تحقيق مآربهم، في حين رفضوا ردَّ الحق إلى أصحابه!

نعلم جيداً أنّ حجم الدولة الإسلامية قد اتسع في عصر ( بني أميّة ) و ( بني العباس )، كما زادت ثرواتها، وكثرت ذخائر بيت المال، بشكل قلَّ مثيله في تاريخ العالم إن لم ينعدم، ورغم أنّ فدك لم تكن لتشكّل رقماً في مقابل كلّ ذلك، إلاّ أنّ الدوافع الشيطانية لم تسمح لهم برد الحق إلى أصحابه، بل والكف عن مواصلة التلاعب بهذه القضية.

وفي الحقيقة، تُعتبر قصة فدك وثيقة تاريخية إسلامية، تثبت مقام آل بيت النبّي ( صلّى الله عليه وآله ) الرفيع من ناحية، وتشير إلى ظلامتهم من ناحية أخرى،