12%

سكينة مع الله تعالى

جاء الحديث: إن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام اتى عمه أبا عبدالله الحسينعليه‌السلام يخطب إحدى ابنتيه فاطمة وسكينة، فقال له ابو عبداللهعليه‌السلام اختار لك فاطمة فهي اكثرها شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار، وفي الجمال تشبه الحور العين، واما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل.(١) إن هذه الكلمة الذهبية من سيد شباب أهل الجنةعليه‌السلام تفيدنا درساً بليغاً عن مكانة ابنته ( سكينة ) من الشريعة المقدسة وان اختها الطاهرة مهما حازت الثناء الغير متناهي لا تبلغ شأوها، ولا تجاريها في رهبانية وتجرد عن اللذات وإنقطاع عن الدنيا الفانية، وكيف لا تكون كذلك وهي إبنة معدن القداسة عجنت طينتها بماء النزاهة فكانت متأثرة بحسن التربية، وكرم الاخلاق، فهي مثال السؤدد، وقد جللها الشرف مطارفاً من الحياء والعفة، فقول الامام الشهيدعليه‌السلام : ( غالب عليها الاستغراق مع الله )، يشير الى ان ابنته الكريمة كانت سابحة بين امواج الفناء في الله سبحانه ( ان لم نقل البقاء

__________________

١ - اسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الابصار ص ٢٠٢.