[١٥]
باب الإعتقاد في النفوس والأرواح
قال الشيخ أبو جعفررحمهالله : اعتقادنا في النفوس أنّها هي الأرواح التي بها الحياة، وأنّها الخلق الأوّل، لقول النبيصلىاللهعليهوآله : « إنّ أوّل ما أبدع الله سبحانه وتعالى هي النفوس المقدسة المطهرة(١) ، فأنطقها بتوحيده، ثم خلق بعد ذلك سائر خلقه ».
واعتقادنا فيها أنّها خلقت للبقاء ولم تخلق للفناء، لقول النبيصلىاللهعليهوآله : « ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء، وإنّما تنقلون من دار إلى دار ».
وأنّها في الأرض غريبة، وفي الأبدان مسجونة.
واعتقدنا فيها أنّها إذا فارقت الأبدان فهي باقية، منها منعمّة، ومنها معذّبة، إلى أن يردها الله تعالى بقدرته إلى أبدانها.
وقال عيسى بن مريم للحواريين: « بحق أقول لكم، أنّه لا يصعد إلى السماء إلا ما نزل منها ».
وقال تعالى:( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) (٢) فما
__________________
(١) ف س: مقدسة مطهرة.
(٢) الأعراف ٧: ١٧٦.