23%

الفصل الأول

الزهراءعليها‌السلام في حياة أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله

المبحث الأول : في بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

إنّ ركائز الفرد الروحية والأخلاقية تستند إلى بوادر تربيته وبيئته وبيته الذي نشأ فيه ، وكان منبت الصديقة الزهراءعليها‌السلام في أول بيت حمل لواء الإسلام ونشر راية التوحيد ونادى بمكارم الأخلاق ، وهو البيت الذي وصفه أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبته القاصعة : «ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوة »(١) .

فعميد البيت هو النبي العربي الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وآله أبو القاسم محمد بن عبدالله ابن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، الذي وصفه تعالى بقوله :( وإنك لعلى خلق عظيم ) (٢) ونعته قومه وهم في غياهب جاهليتهم بالصادق الأمين ، واختصه الله تعالى بالوحي والكتاب الكريم ، وشرّفه بشرف الرسالة ، وشرح صدره بأنوار المحبة واللطف والكرامة.

هو الحبيب الذي تـرجى شفاعتــه

لكلِّ هـول مـن الأهوال مقتـحمِ

دعــا إلى الله فـالمستمسكون بـه

مستمسـكون بحبـلٍ غـير منفصمِ

فــاق النبييــن فـي خَلــْق

وفي خلقولم يدانوه في علمٍ ولا كرمِ

__________________

١) نهج البلاغة / ضبط صبحي الصالح : ٣٠٠ الخطبة (١٩٢ ).

٢) سورة القلم : ٦٨ / ٤.