7%

وتجشّمت في هذا السبيل صنوف المصاعب والمعاناة ، وكان رائدها الصبر والتحمل في أحلك الظروف وأشدها قسوة ، وكان لها بعد أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله مواقف سجلت فيها مواقع الريادة والقدوة في بيان الحق ، والدفاع عن المبادئ الاسلامية العليا ، والدعوة إلى التمسك بالمسار الصحيح لامتداد النبوة المتمثل في خط الامامة الأصيل الذي خصّه الله تعالى بعترة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتنبيه الأمة على شبح الانحراف الذي تنبأت بوقوعه في خطبتهاعليها‌السلام ، هذا فضلاً عن بيان مظلوميتها وسخطها على من ظلمها ، وفيما يلي نذكر بعض هذه المواقف ونذكر في آخرها خطبتي الزهراءعليها‌السلام :

١ ـ المطالبة بحقوقها وبيان مظلوميتها :

انبرت الزهراءعليها‌السلام للمطالبة بالحقوق المالية المترتبة لها بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وطالبت أيضاً بحقوق بني هاشم عامة ، وذلك حق طبيعي لكل مظلوم أن يدافع عن حقوقه المغتصبة ، وقد ذكرنا جملةً من هذه المطالبات في المبحث الاول.

والذي نودّ الإشارة إليه هنا ، هو هدف الزهراءعليها‌السلام من هذه المطالبات التي أدّت الى مقاطعة رجال السلطة حتى الممات وبعد الممات حسب وصيتهاعليها‌السلام ، فهل كانتعليها‌السلام بحاجة ماسة الى الأموال التي تجبى من فدك ، أو هل اندفعت من أجل هدف مادي رخيص وحطام زائل ، وهي أول الناس لحاقاً بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ما أخبرها؟!

هذا فضلاً عن أن الزهراءعليها‌السلام كان لديها من الأموال ما يغنيها عن المنازعة في فدك وغير فدك ، فقد أوقف الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الحوائط السبعة على