7%

المبحث الثالث : وفاتهاعليها‌السلام ومدّة بقائها بعد أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله :

لمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونال الزهراءعليها‌السلام ما نالها من القوم ، لزمت الفراش ، ونحل جسمها ومرضت مرضاً شديداً(١) ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت (صلوات الله عليها)(٢) وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يمرضها بنفسه ، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس(٣) .

فلمّا نعيت إليها نفسها ، أوصت أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يتزوج بابنة أُختها أُمامة بنت زينب بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لحبّها لاَولادها ، وأن يتخذ لها نعشاً وصفته له ، وأن لا يدع أحداً يشهد جنازتها ممن ظلمها ، ولا يصلي عليها أحد منهم ، وأن يتولى أمرها بنفسه ، ويدفنها في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار(٤) .

وروي أنّ أسماء بنت عميس هي التي وصفت صورة النعش لفاطمةعليها‌السلام

__________________

١) راجع الرويات في هذا المعنى في الاحتجاج / الطبري : ٨٣ ودلائل الإمامة / الطبراني : ١٣٤. وكتاب سليم : ٤٠. ودعائم الإسلام ١ : ٢٣٢. ووصفتعليها‌السلام بالشهيدة في كثير من الروايات والزيارات. راجع الكافي ١ : ٤٥٨ / ٢. والمزار / المفيد : ١٥٦. والمقنعة / المفيدة : ٤٥٩. وتهذيب الأحكام / الطوسي ٦ : ١٠ / ١٩. والبلد الأمين / الكفعمي : ١٧٨.

٢) روضة الواعظين / الفتال : ١٥١. والمناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٢. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩١ / ٢٠.

٣) أمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ٢١١ / ٤٠. وقيل : أن أسماء التي حضرت زواج الزهراءعليها‌السلام ووفاتها ، هي غير أسماء بنت عميس ، فلعلها مصحفة عن سلمى امرأة أبي رافع ، أو سلمى بنت عميس امرأة حمزة (رضي الله عنه ) ، أو أسماء بنت يزيد بن السكن.

٤) روضة الواعظين / الفتال : ١٥١. والمناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٢. وأمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٨١ و ١٩٢ و ٢١١ / ٤٠.