محدّث نبي ، ولكن قد يتصور البعض أنّ الملائكة لا تحدّث إلاّ الأنبياء ، وهو تصور غير صحيح ومنافٍ للكتاب الكريم والسُنّة المطهّرة ، فمريم بنت عمرانعليهاالسلام كانت محدثة ولم تكن نبية ، قال تعالى :( وإذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهّرك ) (١) وأُمّ موسى كانت محدثة ولم تكن نبية ، قال تعالى :( وأوحينا إلى أُمّ موسى أن ارضعيه ) (٢) وقال سبحانه مخاطباً موسىعليهالسلام :( إذ أوحينا إلى أُمّك ما يوحى ) (٣) وسارة امرأة نبي الله إبراهيمعليهالسلام قد بشرتها الملائكة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب(٤) ، ولم تكن نبية ، ونفي النبوة عن النساء المتقدمات وعن غيرهن ثابت بقوله تعالى :( وما أرسلنا قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم ) (٥) ولم يقل نساءً ، وعليه فالمُحدَّثون ليسوا برُسل ولا أنبياء ، وقد كانت الملائكة تحدّثهم ، والزهراءعليهاالسلام كانت مُحدَّثة ولم تكن نبية ، كما يحلو للبعض أن يقوله ويقذف به الفرقة الناجية(٦) .
وهي صيغة مبالغة في الصدق والتصديق ، وقد عرفت الزهراءعليهاالسلام بالصديقة ، والصديقة الكبرى ، أي كانت كثيرة التصديق لما جاء به أبوهاصلىاللهعليهوآله وقويّة الإيمان به ، كما انّها كانت صادقة في جميع أقوالها
__________________
١) سورة آل عمران : ٣ / ٤٢.
٢) سورة القصص : ٢٨ / ٧.
٣) سورة طه : ٢٠ / ٣٨.
٤) راجع الآيات من ٧١ ـ ٧٣ من سورة هود.
٥) سورة الأنبياء : ٢١ / ٧.
٦) أمثال عبدالله القصيمي في كتابه « الصراع بين الإسلام والوثنية ».