يوم خدمتها »(١) .
اضطلعت الزهراءعليهاالسلام بمهمة اُخرى لا تقل عن مهمة مباشرتها لاَعمال المنزل ، تلك هي تربية الأولاد ، فقد وهبها الله كرامة أُمومة الأوصياء ، وأعطاها شرف الربط بين النبوة والإمامة ، وقد استطاعت أن تجني من نتاج تربيتها أقدس الثمار ، فكان الحسن السبطعليهالسلام أول مولود لفاطمةعليهاالسلام حيث ولد في النصف من شهر رمضان عام ثلاثة من الهجرة ، ثم الحسين السبط الشهيدعليهالسلام الذي ولد في الثالث من شهر شعبان عام أربعة من الهجرة ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، والإمامان إن قاما وإن قعدا.
وكان المولود الثالث زينب العقيلةعليهاالسلام بطلة كربلاء ، وكان مولدها في السنة الخامسة من الهجرة ، ثم ابنتها الثانية وهي السيدة أُمّ كلثومعليهاالسلام وقد ولدت بعد اختها بعام واحد وقيل : بعامين(٢) ، وابنها الأخير حملت به في زمان النبيصلىاللهعليهوآله وسمّاه قبل أن يولد محسناً ، لكنه أُسقط قبل ولادتهعليهالسلام فاستشهد مظلوماً بعد وفاة رسول اللهصلىاللهعليهوآله بأيام على إثر حوادث السقيفة والتي سنتعرض لبعضها في الفصل الأخير من هذا البحث.
لقد غرست الزهراءعليهاالسلام في نفوس أولادها خصال الخير ومكارم الأخلاق ومعالي الفضيلة ، وأرضعتهم مبادىء التوحيد والدفاع عن الحقِّ ، فقد روي أنهاعليهاالسلام كانت ترقّص الحسنعليهالسلام وهي تقول :
__________________
١) دلائل الإمامة : ١٤٠ / ٤٨. والخرائج والجرائح ٢ : ٥٣٠ / ٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ٢٨ / ٣٣.
٢) وقد ذهب بعض الباحثين كالسيد عبدالرزاق المقرم الموسوي إلى أن أم كلثوم هي نفسها زينب العقيلة. وأن (أُمّ كلثوم) لقب من ألقابها ، بخلاف ما ذهب إليه الشيخ المفيد وغيره بأنّ أم كلثوم غير زينبعليهماالسلام . راجع : مقتل الحسينعليهالسلام / السيد عبدالرزاق المقرم.