9%

الفصل الخامس

فيما يدل على نفي الخطأ والغلط والسهو والشكّ والنسيان عن
النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام مطلقاً،
من الأدلّة العقليّة وإن كان بعضها منضمّاً
إلى مقدّمة نقليّة وذلك وجوه:

الأوّل:

أنّه لو جاز شيء من ذلك عليهم لزم التنفير عنهم، وعدمم قبول أقوالهم
وأفعالهم وهو نقض للغرض، ولا يقال: كيف يلزم التنفير ولم يحصل لمجوّزي
السهو عليهم في العبادة؟ لانّا نقول: تنفير الأكثر أو البعض كاف، وهو معارض
لوجوب العصمة، مع أنّ من لا يقول بها لا ينفر منهم.

وهذا الوجه استدلّ به السيد المرتضى(١) وغيره وأوردوا له نظيراً وهو: انّ
عبوس الوجه عند حضور الطعام منفر عن أكله، ومع ذلك ليس بمانع منه، لأنّ

__________________

(١) تنزيه الأنبياء: ١١٩.