ما هو تعامل المهدي مع اليهود والنصارى؟
الجواب : إنّ من أحد الوعود الإلهيّة التي سوف تتحقّق في ظلّ حكومة قائم آل محمّدعليهالسلام هو زوال الكفر والشرك ، بل طبقاً للآية الكريمة :( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (١) ، فإنّ صوت التوحيد سوف يغطّي العالم كلّه ، وعلى حدّ قول الباقرعليهالسلام :«لا يبقى أحد إلاّ أقرّ بمحمّد صلىاللهعليهوآله » (٢) .
وهكذا مفاد قوله تعالى :( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (٣) أنّه لم يبقَ أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ، فعن الصادقعليهالسلام :«إذاقام القائم عليهالسلام لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إلٰه إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله» (٤) .
ومع ذلك فالروايات في هذه المسألة على طائفتين ، وإن كانت الطائفة الثانية أكثر وأصرح وأقرب إلى الآيتين ، وخصوصاً الآية الثانية المتقدّم ذكرها.
الطائفة الاُلى : ويستفاد منها أنّ الإمام المهديعليهالسلام يصالحهم على إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون ، فقد سأل أبو بصير عن الإمام الصادقعليهالسلام عن ذلك فقال :
«قلت : فنا يكون من أهل الذمّة عنده؟
_________________________
(١)التوبة(٩) : ٣٣.الفتح (٤٨) : ٢٨. (٦١) : ٩.
(٢)تفسير العيّاشي : ٢ / ٨٧.
(٣)آل عمران(٣) : ٨٣.
(٤)تفسير الصافي : ١ / ١٨٣.