وممّا يدّل أيضاً على أنّ الخلفاء العبّاسيّين قد عزموا على قتله إن عثروا عليه ، ما قاله الإمام الصادقعليهالسلام لجماعة من شيعته قوله :«بنو اُميّة وبنو العبّاس لمّا أن وقفوا على أنّ زوال مملكة الاُمراء والجبابرة منهم على يدي القائم منّا ، ناصبونا للعداوة ، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإبادة نسله ، طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم ، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره المشركون ...» (١) .
هل يمكن رؤية الإمام المهدي في زمن غيبته؟
الجواب : نعم ، ولماذا لايمكن ، فإنّ الإمام المهدي يعيش على هذه الأرض ، بين النّاس ، والنّاس تراه ويراهم ، ولكن لا يعرفه إلاّ من له حظّ الرؤية.
فهذا عليّ بن مهزيار ، وإسماعيل الهرقلي ، ومحمد بن عيسى البحريني ،والعلاّمة الحلّي ، والمقدّس الأردبيلي ، والسيّد مهدي الطباطبائي الملقّب بـ بحر العلوم ، وعشرات من المتّقين الذين فازوا بلقاء الحجّة ، وصرّحوا بأنّهم شاهدوه ، ونقلوا عنه اُموراً(٢) .
ولو فرضنا أنّنا شككنا في صحّة قسم من هذه اللقاءات ، فإنّه لا يمكننا إنكارها جميعاً. وأمّا ما روي أنّه لمّا دنت وفاة الشيخ أبي الحسن عليّ بن محمّد السمريـآخر النواب الأربعة للإمام المهدي في عصر الغيبة الصغرىـخرج توقيع عن الإمام المهديعليهالسلام إليه :
_________________________
(١)كتاب الغيبة : ١٠٦.
(٢)انظر كتاب حقّ اليقين : ٣٢٥. منتهي الآمال : ٢ / ٥٠٨.