2%

واستشار أبو سفيان أهل الرأي من قريش في ذلك فاستقبحوه وشجبوه بشدة وقالوا :

لو فعلنا ذلك نبشت بنو بكر وخزاعة ( وهم أعداء قريش ) موتانا(١) .

وبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الخميس الخامس من شهر شوال ، السنة الثالثة من الهجرة ، « أنسا » و « مونسا » ابني « فضالة » للتجسس على قريش خارج المدينة ، واخبارهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتحركاتهم ، فأخبرا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باقتراب جيش المشركين إلى المدينة ، وانهم قد سرحوا إبلهم وخيولهم ترعى في مراعي المدينة.

كما أخبر « الحباب بن المنذر » هو الآخر باقتراب جيش المشركين إلى المدينة ، وان طلائع ذلك الجيش قد استقر على مقربة من جبل احد ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بعث الحباب سرا وقال له : لا تخبرني بين أحد من المسلمين إلاّ أن ترى قلة.

وبخبر الحباب تأكّد ما أخبر به ابنا فضالة.

وحيث إن المسلمين كانوا يخافون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من العدو ، أن يهاجموه ليلا ، لذلك باتت وجوه الأوس والخزرج ( الانصار ) ليلة الجمعة وعليهم السلاح في المسجد بباب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحرسونه ، وحرست المدينة تلك الليلة حتى أصبحوا.

منطقة « احد » :

كان الوادي الطويل الكبير الذي يصل طريق الشام التجارية باليمن يسمى آنذاك بـ « وادي القرى » ، وكانت القبائل العربية من اليهود وغير اليهود تقطن في كل منطقة تتوفر فيها ظروف المعيشة ومستلزمات الحياة ، ولهذا نشأت على طول هذا الخط « قرى » بسبب وجود مناطق خصبة فيه وقد سوّرت بأسوار من الحجارة ،

__________________

(١) المغازي : ج ١ ص ٢٠٦.