2%

وآله بيته ولبس لامته ، وقد لبس الدرع فأظهرها وحزم وسطه بمنطقة من حمائل سيف من أدم واعتم وتقلّد السيف ، وخرج من بيته.

فأثار هذا المشهد المسلمين وهزهم بشدة وتصور بعضهم بأن إصرارهم على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالخروج من المدينة لم يكن فيه للنبيّ رضا ، وخشوا أنهم قد استكرهوه على هذا الأمر ، فندموا على ذلك ، وقالوا معتذرين : يا رسول الله ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما بدا لك ( أو : ما كان لنا أن نستكرهك والأمر الى الله ثم إليك ).

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ما ينبغي لنبيّ إذا لبس لامته أن يضعها حتّى يقاتل »(١) .

النبيّ يخرج من المدينة :

ثم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى بالناس الجمعة وخرج على رأس ما يزيد على ألف مقاتل قاصدا احد ، وذلك بعد أن قال لهم :

« انظروا إلى ما أمرتكم به فاتّبعوه امضوا على بركة الله فلكم النصر ما صبرتم »(٢) .

وقد أجاز رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ لمن لم يبلغوا الحلم بأن يخرجوا معه كسمرة ورافع وكان راميا جيدا ، ورد اسامة بن زيد وعبد الله بن عمر بن الخطّاب(٣) .

ثم إن جماعة من اليهود كانوا متحالفين مع عبد الله بن ابي بن سلول قرّروا أن يشتركوا في هذه المعركة ويخرجوا مع المسلمين ، ولكن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يسمح بذلك لأسباب خاصة.

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٣ ، المغازي : ج ١ ص ٢١٤ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٣٨.

(٢) المغازي : ج ١ ص ٢١٤.

(٣) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٦٦.