اعقابها بفضل ثبات عليعليهالسلام وأبي دجانة وأنفار آخرين ( احتمالا ) وقد رأى النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم أن من الصالح في تلك اللحظات أن لا ينتشر تكذيب شائعة مقتل النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم لكي لا يصرّ العدو على البقاء في أرض المعركة مع ما كان عليه المسلمون من التشتت والتفرق ، والمحنة ، ومن هنا صعد هو وبعض أصحابه إلى الشعب في جبل احد.
وفي خلال ذلك سقط رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حفيرة في الجبل حفرها أبو عمار الفاسق للمسلمين ، فأخذ عليعليهالسلام بيد النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم وأخرجه منها ، وكان أوّل من عرف رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من المسلمين ، « كعب بن مالك » وقد رأى عينيهصلىاللهعليهوآلهوسلم تزهران من تحت المغفر فنادى بأعلى صوته : يا معشر المسلمين ، أبشروا هذا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فأشار إليه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أن أنصت.
وذلك لأن انتشار خبر سلامة النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم كان من شأنه أن يدفع المشركين ـ كما قلنا ـ الى مواصلة حملاتهم على المسلمين ، بهدف استئصال شأفتهم ولهذا أمر النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم كعبا بالسكوت ، فسكت كعب.
وأخيرا وصل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الى فم الشعب ، ولما عرف المسلمون بحياتهصلىاللهعليهوآلهوسلم سروا بذلك وأخذوا يتجمّعون عنده ، وهم يظهرون الندامة من تركه بين الاعداء ، والفرار بأنفسهم الى الجبل ، وأخرج أبو عبيدة الجرّاح حلقتي المغفر من وجه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وجاء عليعليهالسلام بماء في درقته فغسل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وجاء عليعليهالسلام بماء في درقته فغسل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم به الدم عن وجهه وصبّ منه على رأسه وقال :
« اشتدّ غضب الله على من دمّى وجه نبيّه »(١) .
في الوقت الذي واجه المسلمون فيه هزيمة كبرى انهارت بها الكثير من
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٨٣.