2%

سفير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أرض الذكريات « الحبشة » :

تقع « الحبشة » في آخر إفريقيا الشرقية وتبلغ مساحتها ١٨٠٠ كيلومترا مربعا ، وعاصمتها اليوم : أديس أبابا.

ولقد تعرّف الشرقيون على هذه الأرض قبل ظهور الاسلام بقرن ، وذلك على أثر هجوم الجيش الايراني الذي تمّ في عهد حكومة الملك الفارسي « انوشيروان » ، وبلغ هذا التعرّف والتردد ذروته في هجرة المسلمين من مكة إلى الحبشة ( الهجرة الأولى والهجرة الثانية ).

ويوم قرر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يبعث ستة من خيرة رجاله الشجعان إلى نقاط مختلفة ، ونائية من العالم لإبلاغ نداء رسالته العالميّة كلّف : « عمرو بن اميّة الضميري » بأن يأخذ كتابه إلى الحبشة ، ويسلّمه إلى النجاشيّ ملكها العادل الطيب.

على أن الكتاب الذي ستقرأ نصّه قريبا ليس هو الكتاب الوحيد الذي بعثه رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى النجاشي ، بل سبق أن كتبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليه قبل هذا يوصيه بالمهاجرين المسلمين ، ويطلب منه فيه أن يلطف بهم ، ويرعاهم ، ولا يزال نصّ هذين الكتابين موجودا في المصادر التاريخية الاسلامية(١) .

وربما حصل اشتباه بين هذين الكتابين ( الرسالة التي بعثها النبي لابلاغ دعوته العالمية ، والرسالة التي أوصى فيها النجاشي بالمهاجرين ) فخلط بعض المؤرخين بين عبارتيهما.

ويوم قدم سفير النبي بكتاب الدعوة إلى الاسلام ، الحبشة على النجاشي كان بعض المهاجرين المسلمين لا يزالون في أرض الحبشة ، يعيشون في كنف

__________________

(١) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٩٤.